حتى أكلة لحوم البشر يمكن أن يكونوا أصدقاء جيدين

تشيلسي جي صور Clayton Cubitt

رواية ”A Certain hunger” كوميديا سوداء، مكتوبة باسلوب شاعري عن امرأة في منتصف العمر، دوروثي دانيلز، تعشق الإلتهام… التهام الطعام، الحياة و في النهاية … عشاقها السابقين. التقي ليكتان بالكاتبة الامريكية تشيلسي جي سامرز، والتى تقيم الآن في السويد، لمناقشة أكل لحوم البشر والانتقام الأدبي ولماذا كان من الصعب بيع فكرة الكتاب.

لقد قرأتُ في مقابلة أخرى، أنكِ لا تعتبرين روايتكِ تدور حول الانتقام، بل هي تتكلم أكثر عن الحقد.

بالنسبة إلىَّ، أنا أرى أن الرواية الانتقامية يجب أن تكون الحبكة فيها مستحَثَّة من الشخصية التي تتعرض للأذى، ثم تصبح بعد ذلك الشخصية التي تسعى لإيذاء شخص آخر، وذلك بسبب الأذى الذي لحق بهم. إنه أمر دقيق جدًا وواضح ومنطقى للغاية. حيث أنها تمثل سلسلة من الأفكار المترتبة والمنطقية فى حدوثها. إن كتابي لا يدور حول هذا الدافع المحدَّد للانتقام لنفسها، بل إنه يتعلق أكثر بالهجوم على كيان ليس له ملامح معيَّنة. فهى غضبانة من التقدم فى العمر، والتمييز على أساس الجنس، وانحدار ثقافة قراءة المجلات، ولكنك تعرف إلى حد كبير أنها من آكلي لحوم البشر من البداية. لذا فإن قتل أحبائها السابقين وأكلهم، قد لا يعني أنها ترغب في موتهم، على الرغم من أنها لا تمانع فى ذلك. و لكنها تجدها طريقة لإبقائهم معها دائمًا. إن ذلك هو المعنى الرمزي لأكل لحم جنسها، فحيثما تشعر أنها مسيطِرة، فهى تُزيد من ذلك الشعور بالسلطة عندما تتغذى على لحوم أحبائها السابقين حرفيًا.

لقد استمتعتُ حقًا بشخصية دوروثي بشكل عام، حيث أننى شعرتُ وكأنها شخصية من رواية De Sade المتحررين الذي استنفذه جميع انواع المتعه و بحاجة ان يخطو خطوة أبعد للشعور باي شيءٍ ، ولكنني أيضًا فُتنت جدًا بأفكارها حول التقدم بالعمر على الرغم من حفاظها على صورتها الانيقة. هل كان من الصعب بيع هذه الشخصية؟

لم يكن الأمر صعبًا بالنسبة لي. فقد كان صوتها الذي يسكن شخصيتها هو الشيء الذي سمح لي بإنهاء الكتاب. إننى شخص غير منضبط ولدى شعور شديد بعدم الأمان، وهو مزيج سيء للغاية بالنسبة لأى كاتب. لذا فعندما أستمد شخصيتها القوية وثقتها بنفسها المنيعة، فأصبح من السهل جدًا بالنسبة لي إنهاء الكتاب.

ولكنكَ تطرقتَ حقًا إلى الشيء الذي جعل بيع الكتاب أمر فى غاية الصعوبة. فلم يكن هناك الكثير من التمثيل الخيالي لنساء في منتصف العمر يعتنقنَ ملذاتهن الجسدية ولا يَشعُرَنَّ بأي ندمٍ حيال ذلك. إن هناك عدد قليل من الأمثلة فى الوقت الحالى، ولكنه كان نادرًا .سألت وكيلتي القديمة قبل بضعة أسابيع، عن عدد حالات الرفض التي تلقيناها، وقد قالت ربما حوالي 25-35 حالة، لأن أحداً لم يقرأ هذه الرواية حقًا، ولم يصدق أحد أنها سوف تُباع

ومما أدهشني حقًا أن الكثير من قراء الجيل منتصف عقد التسعينيات قد استجابوا للكتاب. كما أنه أحدث ضجة كبيرة على التيكتوك، ويوجد هاشتاج بعنوانه يحتوى على 1.2 مليون مشاهدة. و هذا فقط هاشتاج العنوان ممكن تجد الكتاب في اماكن اخري من غير هاشتاق.. و بالطبع يوجد من قرأه من جيل منتصف عقد التسعينيات لم يعجبهم بالمرة. ولكن الكثير منهم أحب ذلك الكتاب حقًا ولم أتوقع ذلك على الإطلاق. ولكنني أعتقد أن جرأة للشخصية اعطي للكثير الشعور بالتحرر.

لذلك كان من الصعب بيعها لأنها كانت امرأة أكبر سناً، ولكنني أتخيل أيضًا أنه كان من الصعب بعض الشيء بيعها، على أساس انها امرأة مختلَّة عقليًا ونفسيًا. ولماذا تعتقدين أنه ليس لدينا الكثير من القصص حول هذا النوع من النساء؟

حسنًا، نحن لدينا الكثير من القصص عن النساء المضطربات نفسيًا، حيث إنهم يميلون إلى أن يصبحنَ نساء يقمن بأفعال شيطانية ولسنَ مضطربات نفسيًا بالمعنى الفعلى، يمكننا اعتبار الممثلة أمبر هيرد مثال حى على ذلك. كما أن هناك المزيد من هذه الراويات الآن، مثل رواية ”My year of rest and relaxation” ورواية ”Gone Girl”، حيث يصبحنَ النساء قاسيات ومتقلبات، ولكن سبب ندرة تواجد ذلك النوع من النساء هو نفس السبب فى وصف الممثلة أمبر هيرد بأنها مختلَّة عقليًا ونفسيًا. إن ذلك شكل من أشكال الكراهية والعداوة للمرأة


A Certain Hunger, Chelsea G Summers

إن غالبًا ما يُطلَق على الكتَّاب أو المؤلفين الذين يكتبون Body Horror أو يكتبون عن النساء الذى يصعب وصفهن بأنهم لا يناصرون الحركة النسوية على الإطلاق وأنا شخصياً أجد ذلك غريبًا، كأنه من المفترَض أن نكتب فقط عن الشخصيات النسائية ”الجيدة”. مع إن ذلك غير واقعى بالمرة

أوافقك الرأى، وقد كان أحد دوافعى، عندما بدأتُ في تأليف الكتاب، هو الكتابة عن شخصية أنثوية ليست سوية أو جيدة. كأنكَ تقول؛ إنها ليست سوية ولا بأس بذلك. فكما أرى، إن المرأة لديها القدرة على أن تكون سيئة وقاسية وقاتلة، وتنفيذ كل هذه الأشياء الظالمة المظلمة، لكونها مناصرة للنسوية، وأنها تمثل ذلك حقًا جسديًا ونظريًا فى الجنس والأدب.

ماذا عن نشأة هذه القصة؟

في عام 2011، لقد كنتُ أعيش في إيطاليا ووقعتُ في حب رجل إيطالي جميل وقاسي وغبي. و قد غادرتُ إيطاليا وقلبي محطَّم ثم عدت إلى الولايات المتحدة وشعرتُ بأنها النهاية وأنا أشعر بالحيرة حيال ذلك. وهكذا حصلتُ على قراءة تاروت من صديقتي التي أخبرتني أن لدي روايتين سوف يصبحان جيدتين، ولكنهما ستأخذاني إلى أماكن مظلمة. لذا عدتُّ إلى إيطاليا في أكتوبر التالي وكتبتُ الفصل الذي تصطدم فيه شخصيتي بطريق الخطأ برجل إيطالي نحيف بالسيارة. وكانت تلك الشخصية تعتمد تمامًا على عشيقي الإيطالي. و قد استغرق الأمر مني بضع سنوات لإنهاء الكتاب ولكن مع كل علاقة فاشلة كان لدي المزيد من القصص كمادة لإثراء الكتاب

لذا فإن الشخصية الرئيسية بالرواية ليست انتقامية ولكنكِ ربما حصلتِ على انتقامكِ أدبيًا؟

لا أعتقد أن الشخصية الرئيسية كذلك ولكنى أرى أن الأمر ينطبقُ علىَّ أنا. وأنا متأكدةٌ تمامًا من أن أحد عشاقى السابقين قد قرأ الكتاب بحثًا عن نفسه وربما وجده. لا أعرف حقًا، فهم شخصيات مركَّبة وليست واقعية بالكامل. لذا، فإن بعض الشخصيات خيالية تمامًا، والبعض الآخر يمكن القول أن أجزاء منها مأخوذة من الواقع. ولكن في الحقيقة، الشخصيات كلها مصطنَعة ومؤلَّفة.

أنا حقًا أحب العلاقة بين دوروثي وإيما. و أنا أشعر بأن هذا هو جوهر هذه القصة فى الحقيقة، تلك الصداقة الأنثوية. لذا أود أن أعرف، هل كانت هذه نيتكِ

إن علاقة دوروثي وإيما كانت شيئًا قد اكتشفته أثناء تأليف الكتاب. ولم أفكر في أنني سوف أؤلف صداقة أنثوية ولكنه يبدو بالفعل أنه جوهر الرواية كما ذكرت. ولكن عندما بدأتُ في التعمُّق في الأمر، أدركتُ أن هذا هو الحال. و قد استخدمتُ صديقتي مولي كرابابل كإلهام لى، وهو أمر مثير للاهتمام لأنها فنانة بالفعل وقد رسمتني عدة مرات. وكانت تلك تجربتها الأولى في كونها مصدر إلهام لشخص آخر في الكتابة. و قد كانت طريقة بالنسبة لي للتعبير عن إيماني، وهو أن علاقاتي الأكثر أهمية في حياتي كانت وستظل دائمًا مع صديقاتي. إننى متزوِِّجة من رجل سويدي. وأنا أحب زوجي كثيرًا، ونحن قريبون جدًا. ولكنه لن يتمكن أبدًا من الوصول إلى التعمق فى حياتى كما أفعل مع أصدقائي. و بذلك تطورت الرواية لتصبح تدور حول عن علاقة دوروثى بصديقتها إيما. لقد كانت تجربة عميقة حقًا بالنسبة لي في كتابتها، أكثر بكثير من مجرَّد اكتشاف طريقة للكتابة عن تشريح الجثث.

هبة حبيب • 2022-09-14
هبة حبيب صحافية وكاتبة ومترجمة مستقلة عملت مراسلة في الواشنطن بوست والتلفزيون المصري.


ليكتان هي مجلة ثقافية متعددة اللغات تهتم بشكل خاص بالتلاقي بين اللغات، نكتب فيها عن الفن والثقافة وتعدد اللغات من منطلق (الفن للجميع). نحن نعمل بشكل مستقل وإدارة مستقلة بعيداّ عن السياسة والدين، بالتعاون مع منظمة الترويج الفني، مقاطعة فاستمنلاند. اتصل بنا

Även kannibaler kan vara goda vänner

Chelsea G. Summers Foto: Clayton Cubitt

”A Certain Hunger” är en mörkt humoristisk och lyriskt skriven historia om en medelålders kvinna som lever för att festa … på mat, livet och slutligen på sina före detta älskare. Lyktans Heba Habib träffade den amerikanska författaren Chelsea G. Summers, som flyttat till Sverige, för att diskutera kannibalism, litterär hämnd och varför det här var en så svårsåld idé.

Jag läste i en annan intervju att du anser att din roman inte handlar om hämnd utan mer om trots.

För mig är en hämndroman en bok där plotten drivs att huvudkaraktären blivit skadad, och sen försöker den skada någon annan, på grund av den skada den utsatts för. Det är väldigt specifikt , det är väldigt linjärt, det är väldigt, väldigt mycket en logisk orsakskedja. Min bok handlar inte om det. Huvudpersonen Dorothy är sur på åldrandet, sexismen, modemagasinens nedgång, men man vet egentligen ända från början att hon är kannibal. Att döda och äta sina före detta älskare handlar inte så mycket om att se dem dö, även om hon inte har något problem med det. Det är mer ett sätt att behålla dem hos sig. Det är den symboliska meningen med kannibalism, där hon har makten, hon blir stärkt, även bokstavligt talat, av att äta deras kroppar.

Jag uppskattade verkligen karaktären Dorothy. Hon kändes som en De Sade-liknande libertin med ett behov av att gå ett steg längre för att känna någonting alls. Men jag blev också mycket intresserad av hennes tankar om åldrande, för samtidigt upprätthåller hon en så glamorös image. Var det svårt att mejsla fram den karaktären?

Det var inte svårt för mig. Rösten som fanns i hennes karaktär var det som gjorde att jag kunde slutföra boken. Jag har ingen disciplin, däremot mycket osäkerhet, vilket är en väldigt dålig kombination för en författare. Men jag fick kraft av hennes ogenomträngliga självförtroende, det hjälpte mig att skriva klart boken.

Men du berörde verkligen det som gjorde boken svårsåld.Tidigare fanns det inte så många medelålders kvinnor i litteraturen som bejakade sina kroppsliga nöjen och inte kände någon ånger över det. Nu finns det några fler exempel, men de är fortfarande ganska ovanliga, och när jag frågade min förra agent hur många nej vi fått så sa hon att det var mellan 25 och 35, för ingen hade riktigt sett det narrativet och ingen trodde att det skulle sälja.

Vad som verkligen förvånat mig är att så många generation Z-läsare reagerat på boken. Den är stor på Tik Tok, hashtagen för den har 1,2 miljoner views. Och det är bara titelns hashtag. Den dyker upp på en massa andra ställen också, där folk inte taggar den. Viss, en del generation Z-läsare har läst den och hatar den. Men en del av dem gillade den verkligen och det var inte något jag förväntade mig. Men jag tror att det djärva i att skriva fram en sådan karaktär kan kännas befriande.

Så den var svår att sälja för att hon var en äldre kvinna, men jag kan tänka mig att det också kan ha varit lite svårt att sälja en kvinnlig psykopat. Varför tror du att vi inte har så många berättelser om den sortens kvinnor?

Tja, vi har väl en hel del berättelser om kvinnliga psykopater, men de brukar vara demoniserade kvinnor som i själva verket inte alls är psykopater. Som till exempel Amber Heard. Det finns fler berättelser nu, som My Year of Rest and Relaxation och Gone Girl, där kvinnor är grymma och oberäkneliga. Men anledningen till att de är ovanliga är densamma som varför Amber blir etiketterad som psykopat. Och det är kvinnoförakt.


A Certain Hunger, Chelsea G Summers.

Kvinnor som skriver i genren body horror, eller som skriver om besvärliga kvinnor blir ofta sedda som ickefeminister, vilket jag personligen tycker är märkligt. Som att vi förväntas bara skriva om ”goda” kvinnliga karaktärer. Det känns helt overkligt.

Jag håller med, och en av de saker som motiverade mig när jag började med boken var att välja att skriva om en kvinnlig karaktär som inte var god. Hon är helt enkelt inte god, och det är ok. Att inte tillåta sig att se att kvinnor har kapaciteten att vara onda, grymma och mordiska, och allt annat sånt, är att göra feminismen en otjänst. I så fall kan man inte skapa en fullblodig, teoretisk värld av kön och litteratur.

Hur kom berättelsen till?

Under 2011 hade jag bott i Italien och jag hade förälskat mig i en snygg, grym och korkad italiensk man. Jag lämnade Italien med krossat hjärta och när jag kom tillbaka till USA kände jag mig vilsen och mådde dåligt. Så gjorde en vän en tarotläsning på mig och hon sa att jag hade två romaner i mig som skulle bli bra, men som skulle ta mig till mörka platser. Så nästa oktober åkte jag tillbaka till Italien och skrev kapitlet där min karaktär avsiktligt av misstag kör över en mycket tunn italiensk man med sin bil. Han var absolut baserad på min italienske pojkvän. Det tog mig några år att skriva klart boken, men för varje misslyckad relation fick jag mer material.

Så protagonisten är inte hämndlysten, men du kanske fick lite litterär hämnd?

Jag tror inte att hon är det, men jag tror att jag är det. Och jag är ganska säker på att åtminstone en före detta pojkvän har läst boken för att leta efter sig själv i den, och kanske hittat ”sig”. Samtidigt är de sammansatta karaktärer. En del är helt påhittade, och sen finns det andra som är delar av riktiga personer. Men visst, det är ju påhitt.

Jag älskar verkligen relationen mellan Dorothy och Emma. Min känsla är att det egentligen är berättelsens kärna, den kvinnliga vänskapen. Så jag undrar, var det din mening?

Dorothys och Emmas relation var något som jag upptäckte när jag skrev boken. Jag började inte med tanken att jag skulle porträttera en kvinnlig vänskap och att det, som du säger, skulle vara bokens kärna. Men när jag kom in i berättelsen förstod jag att det var så. Och jag använde min vän Molly Crabapple som musa. Det var intressant för hon är konstnär och har målat av mig flera gånger. Men det var första gången som hon var någons annan musa i skrivande. Det manifesterade också att de viktigaste relationerna i mitt liv alltid har varit med mina kvinnliga vänner. Alltså, jag är gift med en svensk man. Jag älskar min man väldigt mycket, vi är väldigt nära varandra. Men han kommer aldrig att ha tillgång till samma delar av mig som mina vänner har. Så romanen utvecklades till att handla om hennes relation med Emma. Och det var en intressant erfarenhet för mig att skriva om det, mycket mer än att fundera ut hur man skriver om att stycka en kropp.

Heba Habib • 2022-09-14
Heba Habib är frilansjournalist, skribent och översättare och har arbetat som korrespondent för Washington Post och egyptisk tv.