ليكتان
S
?
كان فيلا كوتي موسيقينيجيري رائد، علاوة على كونه ثورياً. لكن حياته المهنية تأثرت بشدة بأمه وزوجاته السبعة وعشرين. التقت هبة حبيب برفائيلا ستالبالك كلوز، التي أعدت فيلماً وثائقياً إذاعياً حول النساء في حياة فيلا كوتي
كان فيلا أنيكولابو-كوتي ناشطاً سياسياً نيجيرياً لايوقر السلطات ومشجع على التمرد، علاوة على كونه عازفاً لآلات متعددة متعددة الآلات ومؤسس لموسيقى الأفروبيت. كانت موسيقاه مزيجاً من موسيقى الجاز التي يشتهر بها الشعب اليوروبي في نيجيريا، مع موسيقى الفانك وموسيقى الهاي لايف الغانية، والتي هي مزيجاً من موسيقى الجاز والطبول الأفريقية التي كانت شائعة في غرب إفريقيا في الستينيات. مع غزارته الإنتاجية، ورؤيته الشاملة والتحريضية للعالم، كان فيلا مصدرًا دائمًا للحنق من النظام العسكري النيجيري الفاسد آنذاك، النظام الذي عرض فيلا للمضايقات والإيذاء والسجن عدة مرات على مدار حياته المهنية كموسيقي ومتمرد.
لم تكن حياة فيلا الشخصية أقل حيوية من الحياة السياسية. فهو ابن فونميلايو كوتي التي كانت أسطورة في حد ذاتها. إذ كانت فونميلايو ، التي عرفت باسم ”لبؤة ليسابي”، ناشطة راديكالية مناهضة للاستعمار وناشطة في مجال حقوق المرأة، والتي نظمت بلا كلل حملات شعبية إلى أن توفيت خلال مداهمة منزل كانت تعيش فيه مع فيلا كوتي. لكنها كانت الأولى في سلسلة (طويلة جدًا) من النساء اللواتي شكلن وعي فيلا، سلسلة تضمنت زوجته الأولى ريمي تايلور، وساندرا إيزسادور، صديقته الحميمة والناشطة المعروفة باسم النمر الأسود، وابنته الكبرى ييني أنيكولابو كوتي والزوجات الـ27 اللواتي تزوجهن في حفل واحد في أعقاب الغارة التي قتلت والدته فيها، النساء اللواتي أصبحن الآن موضوع فيلم وثائقي يبث عبر برنامج P3 Dokumentär الإذاعي للصحفية البرازيلية السويدية رافاييلا ستالبالك كلوز، التي تحدثت معها حول تأثير النساء وتركة فيلا الباقية حتى وإن كانت إشكالية في بعض
لدي فضول لمعرفة ما الذي دفعك إلى صنع هذا الفيلم الوثائقي؟ هل كنتِ مهتمة دائماً بفيلا؟
هناك عدة أسباب. أولاً، صحيح أنني برازيلية، لكن أسلافي كانوا عبيداً نيجيريين من شعب اليوروبا جُلبوا إلى البرازيل، وعندما كنت أعيش في الولايات المتحدة، تسنّت لي الفرصة لمشاهدة مسرحية فيلا الموسيقية وانتابني الذهول. بت أفكر: من هو ذلك الشخص الذي كان نجم روك مثيراً للاهتمام، دفعني هذا للرغبة في القيام بشيء ما بشأنه، وعندما بدأت العمل في الراديو قررت عرض فكرة صنع فيلماً عنه، على أمل أن يصل صيته إلى جمهور أوسع.
هذا مذهل. أعلم أيضاً أنك أجريت مقابلات مع العديد من الأشخاص بما في ذلك ساندرا إيزيدور وييني كوتي، في رأيك، من تعتقدين أن مقابلتها كانت أصعب؟ فوجئت للغاية بصراحة ييني حول أن فيلا لم يكن أباً عظيمًا
كانت ييني بالتأكيد هي الأصعب لمقابلتها، إذ كانت شديدة الحذر بسبب تاريخها مع العديد من الصحفيين الذين أجروا مقابلات معها في الماضي ثم كتبوا أشياء سلبية عن فيلا، لذلك كانت ممانعة للغاية في البداية ولكنها في النهاية انفتحت للحديث.
هل تعتقدين أن هناك الكثير من الصحافة السلبية بشأن فيلا أم أن هذه مبالغة من جانب ييني؟
أعتقد أن الصحفيين ركزوا في كثير من الأحيان على الأجزاء المثيرة من قصته، لكن هذا لا ينتقص من حقيقة أنه كان هناك جوانب إشكالية في حياته، وأنه كان فتى مشاغباً، وكان معادياً للحكومة، لذا فإن صورته مثيرة للجدل. صانع المتاعب. كان مينا (سلامي)، الباحث الذي قابلته، دقيقاً فيما يخص ذلك، إذ لا يمكنك النظر إلى فيلا بعين غربية على أنه فقط هذا الرجل الأفريقي ذو الدم الحار الذي أراد ممارسة الجنس طوال اليوم. فحتى مسألة تزوجه من 27 امرأة في نيجيريا كان جزئيًا لحماية داعميه من المطربات والراقصات وحماية شرفهن.
هل عرفت ما حدث للزوجات الـ27، أعلم أنه طلقهن في النهاية لكن بعضهن بقين معه، ماذا حدث بعد ذلك؟
حسنًا، عانت بعضهن من مشاكل إدمان الكحول. والبعض واصلن حياتهن في نيجيريا وتزوجن وأنجبن. لا تزال البعض تعملن كمغنيات أو راقصات، والبعض يكسبن قوت يومهن من سمعتهن كصديقات حميميات سابقات لفيلا، من خلال الظهور في وسائل الإعلام وما إلى ذلك.
ما هو الشيء الأكثر إثارة للدهشة الذي اكتشفته عن فيلا خلال صنع هذا الفيلم الوثائقي؟
فوجئت أنه بطريقة ما، كنت أنظر لفيلا من وجهة النظر الغربية، كان لدي بعض التحيزات ضده، لذلك لم يكن الأمر يتعلق به كثيرًا ولكن عني أنا أكثر
هل تأملين أن تتغير نظرة الناس له بعد الاستماع إلى فيلمك؟
قطعاً، آمل أن يدرك الناس أنه لا يمكن للمرء إدانة ممارسات ثقافية معينة باعتبارها خاطئة فحسب، وأن علينا أن نأخذ في الاعتبار مسألة النسبية الثقافية. إذ كان فيلا شخصية مهمة للكثيرين ولا يزال مصدر إلهام للنيجيريين حتى يومنا هذا.
هبة حبيب • 2021-02-16 هبة حبيب صحافية وكاتبة ومترجمة مستقلة عملت مراسلة في الواشنطن بوست والتلفزيون المصري.